في إطار دعمه للديمقراطية والدفاع عنها ودعمه للضحايا وإنصافهم وإيمانا منه في طريق العدالة الانتقالية في سوريا، أطلق المجلس العربي من العاصمة السورية دمشق المحررة أولى مبادراته في البلاد، تحت عنوان “مشروع حقي”، وذلك خلال جلسة خاصة حضرها ناجون وناجيات وممثلون عن منظمات المجتمع المدني.
جاء إطلاق المشروع بحضور الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي، الذي افتتح الفعالية بكلمة عبّر فيها عن تهانيه للشعب السوري بـ”نجاح ثورته”، متمنّيًا للإدارة الجديدة التوفيق في مهامها، ومؤكدًا أن “لا سلام حقيقي في سوريا دون عدالة حقيقية، لا انتقائية ولا انتقامية، بل عدالة تنصف الضحايا وتُحاسب المجرمين”.
وشدّد المرزوقي في كلمته على ضرورة دعم مسارات المحاسبة والتعويض، معتبرًا أن “العدالة للضحايا وذويهم هي البوابة الأولى نحو سوريا مستقرة وآمنة”.
تخلّل الجلسة طاولة مستديرة جمعت ناجين وناجيات من مختلف المناطق السورية، تناولوا فيها تجاربهم الشخصية ورؤيتهم لدور الضحايا في صياغة مستقبل العدالة في البلاد. وقد اختُتم اللقاء بورقة عمل بعنوان:
“دور الناجين والناجيات في مسارات العدالة الانتقالية في سوريا”، تضمنت مقترحات عملية لضمان إشراكهم في صياغة السياسات ومتابعة ملفات المحاسبة وجبر الضرر.
عن “مشروع حقي”:
يهدف المشروع إلى تمكين ضحايا الانتهاكات الجسيمة من إيصال أصواتهم، والمطالبة بحقوقهم القانونية والإنسانية، عبر برامج توثيق، وتمثيل قانوني، ودعم نفسي واجتماعي، إلى جانب الدفع نحو إصلاحات قانونية تعترف بضحايا الاستبداد والحرب وتُنصفهم.
يُعد إطلاق “مشروع حقي” من دمشق مؤشرًا مهمًا على انفتاح المسار السياسي على تحقيق العدالة كمرتكز أساسي لبناء سوريا الجديدة، دولة القانون والمواطنة والمحاسبة.