يتواصل نضال الشعب السوداني من أجل إسقاط الانقلاب وبناء دولة القانون والمؤسسات وهو هدف لا يتحقق إلا بتخلي العسكر عن السلطة وبخضوع المؤسسة العسكرية لسلطة الشعب متمثلة في قيادات مدنية تأتي وتذهب بها الانتخابات الحرة والنزيهة التي لا يعرف غيرها للتعبير عن إرادة هذا الشعب.
وفي هذا المسار الملآن بالمخاطر الذي انطلق منذ ثورة ،2019 يقدم الشعب السوداني قربانا للديمقراطية والحرية شهداء في موجات متلاحقة فاق عددهم في الموجة الأخيرة الخمسين شهيدا.
وإذ يترحم المجلس العربي على كل هؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم لاسقاط الانقلاب ولينعم الأحياء بالحرية والكرامة والعدالة .
وإذ يعبر عن مشاعر الفخر والاعتزاز بنضالات أهلنا في السودان وبصمودهم الأسطوري أمام الانقلاب وآلة القمع العسكرية والبوليسية التي جنّدت عبثا لإعادتهم لمربع الطاعة العمياء لأولياء الأمر الفاسدين والعاجزين.
وإذ يقف بجانب مطالب القوى الديمقراطية بسلطة مدنية خالصة وبعودة الجيش لثكناته ودوره الأساسي في حماية الحدود،
وإذ يأسف لقلة الدعم الذي يلقاه شعب أعزل في مواجهة عنف أعمى وذلك نتيجة الأوضاع الكارثية التي تتخبط فيها جلّ شعوب الأمة والتي يجعلها منشغلة بما تعاني عادة دون إدراك الصلة الوثيقة بين مختلف المعاناة وأنها نتيجة تجنّد قوى الثورة المضادة لعقاب شعوبنا المطالبة بالحرية وإصرارها على ألا تصل يوما مرتبة شعوبا من المواطنين لتبقى إلى الأبد شعوبا من الرعايا
فإن المجلس العربي يدعو كل القوى الديمقراطية في العالم وفي الوطن العربي خصوصا للوقوف بجانب الشعب السوداني في معركته مشتركة ضدّ الاستبداد لأنها جزء من معركتنا.
إن ما يأتيه أهلنا في السودان من تضحيات جسام لترويض آلة عسكرية أصبحت تتصرف كجيش احتلال داخلي كما هو الحال أيضا في سوريا ومصر هو نموذج لكل شعوبنا في نضالها من أجل دول قانون ومؤسسات تخضع فيها المؤسسة العسكرية لسلطة ديمقراطية فتحية اعجاب ومحبة وامتنان لأهلنا في السودان .
عن المجلس العربي
الدكتور منصف المرزوقي