جنيف | 11 أكتوبر | 2025
انعقد بدعوة من المجلس العربي، مساء الخميس 9 أكتوبر 2025، اجتماع عبر الاتصال المرئي، برئاسة الدكتور المنصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسية الأسبق ورئيس المجلس العربي، وبمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين العرب الذين يمثلون شرائح واسعة من الطيف السياسي والايديولوجي العربي ويعبرون عن المشاعر وتوجهات الغالبة في الأمة العربية.
جاءت هذه الورشة في أعقاب الإعلان عن اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، وفي ظل طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطة جديدة بشأن غزة وفلسطين.
ووسط مشاعر الفرح بانتهاء عذابات أهلنا في غزة، والألم العميق لما خلّفته الحرب من دمار ومجازر، عبر المشاركين عن الحذر من الفخاخ السياسية التي قد تعيد إنتاج الانتداب والوصاية الأجنبية.
وقد ناقش المشاركون أبعاد الخطة الأمريكية وتداعياتها السياسية والقانونية، وردود المقاومة الفلسطينية، والمواقف العربية والإقليمية والدولية، وخلصوا إلى ما يلي:
1.الترحيب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة كخطوة اولى لرفع المعاناة عن أهالي القطاع، والدعم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في السلام وفي تحقيق المصير .
2.التأكيد على وحدة الأرض والشعب الفلسطيني ورفض أي صيغة تفصل غزة عن الضفة الغربية أو تقيم كيانًا تحت إشراف دولي أو إقليمي، باعتبار ذلك خطوة خطيرة نحو تصفية القضية الفلسطينية.
3.الإشادة بصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه الإبادة والعدوان، واعتبار صموده الأسطوري انتصارًا أخلاقيًا وسياسيًا أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية في الوعي العالمي.
4.الترحيب بالحراك الدولي والشعبي المتزايد الداعم للحق الفلسطيني، وبالتحركات الحقوقية أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، ودعوة إلى الاستمرار في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة حتى لا يفلتوا من العقاب.
5.المطالبة بفرض عقوبات حقيقية وشاملة على الكيان الصهيوني وفاءً بالتزامات المجتمع الدولي بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والسياسية ووقف التعاون العسكري مع دولة الاحتلال.
6.الدعوة إلى تمكين الأمم المتحدة من دور فعّال في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان استدامته، بما يشمل حماية المدنيين والإشراف على عمليات إعادة الإعمار والإغاثة.
7.رفض مبدأ “السلام بالإكراه” الذي يقوم على فرض الأمر الواقع على حساب العدالة الدولية، والتأكيد أن أي تسوية لا تقوم على إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لن تحقق سلامًا حقيقيًا.
8.تحميل النظام الرسمي العربي والإسلامي مسؤوليته التاريخية في هذه المرحلة الحساسة، وضرورة أن يتحول دوره من التواطؤ أو العجز إلى الفعل الإيجابي، بتوفير ضمانات حقيقية لأي اتفاق، بما يمنع العودة إلى الحرب أو الإبادة من جديد.
9.التأكيد على استمرار الحراك الشعبي والسياسي والمدني العربي لمناهضة التطبيع والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وبناء جبهة واسعة من منظمات المجتمع المدني والحقوقيين والإعلاميين العرب للتصدي لمشاريع التصفية وإعادة إنتاج التبعية.
10.دعوة القوى الفلسطينية إلى وحدة الصف واستعادة الشرعية الوطنية على قاعدة الشراكة والتوافق، حتى يكون الموقف الفلسطيني موحدًا وفاعلًا في مواجهة محاولات فرض الحلول من الخارج.
وفي ختام الورشة، وجّه المشاركون تحية تقدير وإجلال إلى الشعب الفلسطيني في غزة على صموده الأسطوري في وجه الإبادة والحصار، مؤكدين أن الحرية والعدالة لن تتحققا إلا بزوال الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقهم الكامل في تقرير مصيرهم على أرضهم التاريخية.
ويؤكد المجلس العربي أنه سيواصل جهوده الفكرية والحقوقية والسياسية لدعم الشعب الفلسطيني، وتوثيق الجرائم المرتكبة ضده، ومساندة كل المبادرات القانونية الدولية الهادفة إلى تحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب، وتعزيز وحدة الموقف العربي دفاعًا عن فلسطين والكرامة الإنسانية.