“تحشيد الأمة لنصرة أطفالنا الجوعى في غزة”

بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان من مختلف الأقطار العربية، انعقدت الدورة الرابعة للقمة العربية للشعوب، في ظل استمرار الإبادة الجماعية والحصار والتجويع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ قرابة العامين، والذي راح ضحيته حتى اليوم أكثر من 63 ألف شهيد، بينهم قرابة 19 ألف طفل، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين، وسط صمتٍ مُخزٍ من النظام الرسمي العربي وتواطؤٍ من المجتمع الدولي.

وفي هذا الإطار يؤكد المشاركون في قمة الشعوب العربية على الآتي:

أولًا، ندين بشدة البيان المشترك الصادر في 30 يوليو/تموز 2025 عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والذي جاء خاليا من أي التزامٍ حقيقي بوقف الإبادة أو رفع الحصار أو منع التهجير القسري، بل تضمّن مطالبة المقاومة الفلسطينية بالاستسلام وتسليم سلاحها، رغم العجز عن تقديم أي ضمانات للشعب الفلسطيني بانسحاب إسرائيل من قطاع غزة أو وقف مشروع التهجير. وهو طرحٌ يُعد عمليا دعوة للاستسلام أمام آلة الإبادة والحصار وإضفاء شرعية على مشروعها. وتؤكد القمة أن إسرائيل قوةُ احتلالٍ عسكري لا ولاية قانونية أو شرعية لها على قطاع غزة، وأنها تعلن يوميًا وبلا مواربة مشروعها القائم على الاحتلال الاستيطاني والتهجير القسري، وهي جرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني.

ثانيًا، نحمل الولاياتَ المتحدة الأمريكية المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عن الجرائم المرتكبة في غزة، لدعمها العسكري والسياسي غير المحدود للاحتلال، وتعطيلها مجلس الأمن ووكالات الأمم المتحدة، ولسعيها إلى تقويض ولاية المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية، في التحقيق والمحاسبة، بل وفرض عقوبات عليها لردعها عن القيام بدورها.

ثالثًا، ندين المجتمعَ الدولي الذي يتستر على أكبر جريمة إبادة في العصر الحديث؛ إذ لم تُفرض حتى الآن أي عقوبات على الكيان المحتل، بينما سارع الغرب، فور اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى فرض مئات العقوبات الاقتصادية والسياسية على روسيا، بما في ذلك تجميد أصولها في الخارج، رغم أن عدد الأطفال الذين قُتلوا في تلك الحرب لم يتجاوز 650 طفلًا، مقارنةً بما يقارب 19 ألف طفل قُتلوا في غزة. مع تعاطفنا الكامل مع كل المظلومين.

رابعًا، يعلن المشاركون في القمة:

  1. الرفض الشعبي العربي القاطع لكل أشكال الإبادة والحصار والتجويع، واعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
  2. الدعوة إلى تفعيل آلية “الاتحاد من أجل السلام” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يتيح تجاوز شلل مجلس الأمن واتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين.
  3. المطالبة بنشر مراقبين دوليين فورًا في قطاع غزة، وفرض ممر آمن لإدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها بكرامة، بعيدًا عن سياسة هندسة التجويع وإذلال الشعب الفلسطيني، ووقف استخدام المساعدات مصائدَ للموت.
  4. التمسك بالثوابت الفلسطينية: إنهاء الاحتلال، ورفع الحصار بشكل كامل، وضمان حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، استنادًا إلى القرارات الدولية.
  5. التنبيه إلى خطورة مشاريع التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية، واعتبار التضامن العربي الشعبي جدارَ الصدِّ الأخير في مواجهة هذه المخططات.
  6. الدعوة لتحركات شعبية في مختلف المدن العربية، للمطالبة بإنهاء الحصار والتجويع، ومطالبة الأنظمة بانهاء التطبيع وإغلاق السفارات الإسرائيلية، والدعوة إلى مقاطعة اقتصادية شاملة لكل من يدعم سياسات التطوير العرقي في غزة وعموم فلسطين.

ختامًا، يؤكد المشاركون في قمة الشعوب العربية الرابعة وهم يحيون صمود غزة، أن الشعوب لا تموت، وأن إرادة التحرر أقوى من جيوش العدوان، وأن أطفال غزة الجوعى أمانةٌ في أعناق أحرار الأمة والعالم؛ وأن الاستسلام ليس خيارًا، والحق لا يسقط بصمت الأنظمة.

Share