إسطنبول | 27 يونيو 2025
عقد التقاضي الاستراتيجي بالمجلس العربي، الجمعة، ورشة عمل بعنوان: تعذيب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. مأسسة التعذيب وغياب المساءلة الدولية، في مقر المجلس بإسطنبول.
الورشة التي أقيمت بالشراكة مع المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين ” تضامن ” بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، تهدف إلى تسليط الضوء على جرائم التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم والآليات الحقوقية والقضائية التي يجب العمل عليها لتوثيق تلك الجرائم وملاحقة مرتكبيها.
وفي مستهل الورشة قال د. منصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي: ” أن التعذيب أداة لتدمير الضحية والجلاد معاً بينما المسؤول عنها هو الشخص السياسي”.
وأضاف: أن الأنظمة الديكتاتورية تعيش في السلطة بهذه الأدوات، وأن مشروع دولة المواطنين يجب أن ينهي هذه الآفة.
وأشار إلى أن الربيع العربي جاء لتحرير الشعوب من الفساد والاستبداد والقضاء على الظواهر السيئة مثل ظاهرة التعذيب.
من جانبه قال د. أيمن نور نائب رئيس المجلس العربي: أن التعذيب جريمة لا أخلاقية تشبه ذاتها من السكوت والخذلان، جريمة بلا عقاب ولا مساءلة، مشيراً إلى جرائم التعذيب بحق المعتقلين في معتقلات النظام في مصر.
وأضاف د. أيمن: قلوبنا مع كل فلسطيني انتهكت حقوقه أيّا كانت، مشيراً إلى أن الالاف المعتقلين الفلسطينيين مضت عليهم عشرات السنين وهم خلف القضبان.
– توثيق الممارسات الإسرائيلية والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين:
أسامة الغول مدير مؤسسة تضامن قال: أن ملف الأسرى هو من الملفات البارزة التي اقترنت بالنضال الفلسطيني على مدار عقود، مشيراً إلى أن تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أهداف عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.
واستعرض الغول في مداخلته أبرز الإحصاءات المتعلقة بالمعتقلين مشيراً إلى أن عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من 10 الالاف معتقل منهم عدد 440 طفل معتقل وعدد 49 صحافي معتقل كما أن عدد 300 من إجمالي المعتقلين محكوم عليهم بالمؤبد.
كما استعرض الغول الممارسات الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين التي تم توثيقها والتي تتضمن استخدام المعتقلين كدروع بشرية خلال الحرب الأخيرة في قطاع غزة، بالإضافة إلى التعذيب والتعنيف الجسدي والاغتصاب والتحرش الجنسي والحرمان من الدواء وكذلك عمليات الإعدام بحق الأسرى وغيرها من الانتهاكات.
– الكيلاني: الأدلة تتراكم لملاحقة إسرائيل أمام المحاكم الدولية:
وفي مداخلته استعرض مدير التقاضي الاستراتيجي بالمجلس العربي المعتصم الكيلاني الحالة القانونية للملف الفلسطيني في محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، مشيراً إلى أن الحرب الأخيرة التي من المؤمل أن تنتهي قريباً ستوفر عدد كبير من الأدلة التي ستساهم في إعادة توثيق سردية الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
واستعرض الكيلاني أبرز الآليات القانونية التي يمكن العمل عليها لتوثيق الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين وسبل إيصالها للجهات القضائية الدولية، وأبدى استعداد المجلس العربي عبر مشروع التقاضي الاستراتيجي للمساهمة في أي خدمات قانونية بهذا الخصوص.
– اتفاق ختامي على التعاون الحقوقي والتوثيق القانوني:
كما تضمّنت الورشة مداخلات ونقاشات لعدد من الناشطين الحقوقيين الفلسطينيين حول تجارب التعذيب وتوثيق الانتهاكات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واختتمت الورشة بالاتفاق على التعاون للعمل على كافة المستويات الرسمية والحقوقية والنقابية والإعلامية لتجهيز ملف حول التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين والتنسيق من أجل التحرك القانوني والتعاون مع المجتمع المدني والجهات الدولية الفاعلة لمساءلة ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.