جنيف، 16 يونيو 2025

تابع المجلس العربي بأسف بالغ ما تعرّضت له قافلة الصمود من تضييق وتعطيلات ومنع من التقدم نحو وجهتها نحو غزة المحاصرة. كما تابع بكل غضب ما تعرّض له من وصل منهم عبر المطارات لسلسلة من الاعتداءات والترهيب والملاحقات الأمنية والإعلامية، بلغت حدّ الاحتجاز والترحيل القسري، فضلًا عن الاعتداء الجسدي الذي طال عددًا من المشاركين عند مدخل مدينة الإسماعيلية، على يد عناصر محسوبة على النظام.

ويدين المجلس بأشد العبارات تعطيل القافلة من داخل الأراضي الليبية، من قبل مجموعات تابعة لحفتر، والتي منعت تقدمها نحو الحدود المصرية، في تناغم مفضوح مع السياسة المصرية الرامية إلى خنق كل صوت حرّ ومتضامن.

وإذ يُندّد المجلس العربي بهذه الإجراءات القمعية التي تنتهك أبسط القيم والمبادئ الإنسانية، وتتعارض مع واجب التضامن العربي والإسلامي والإنساني مع الشعب الفلسطيني المحاصر، فإنه يؤكد على ما يلي:

  1. تحية تقدير واعتزاز لجميع المشاركين في قافلة الصمود، من مختلف الجنسيات والخلفيات، الذين تحدّوا الحصار والتطبيع والتضليل الإعلامي، وأثبتوا أن القضية الفلسطينية ما تزال حيّة في ضمير الأحرار حول العالم.
  2. تأكيد أن القافلة قد أدّت غرضها الكامل، بإحياء الوعي وإطلاق رسالة تضامن صريحة من الشعوب تجاه غزة، وكشف القوى المتواطئة مع الاحتلال التي تُشارك في حصار الشعب الفلسطيني، وهو ما يعزز مكانة القافلة كفعل رمزي وإنساني نبيل.
  3. المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع من تم اعتقالهم أو احتجازهم من أعضاء القافلة، وتحميل السلطات المصرية كامل المسؤولية عن سلامتهم الجسدية والنفسية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة بحقهم.
  4. تحميل النظام المصري، ومعه مجموعات حفتر، المسؤولية عن عرقلة التضامن الإنساني، والمشاركة الفعلية في استمرار الحصار على غزة، من خلال غلق معبر رفح ومنع دخول قوافل الدعم والنشطاء الدوليين، وهو ما يُعد تواطؤًا مع الاحتلال وجريمة سياسية وأخلاقية.
  5. إدانة الحملة الإعلامية التحريضية التي استهدفت المشاركين في القافلة، والتي شاركت فيها جهات رسمية وإعلامية مصرية بهدف تشويه صورة النشطاء وتبرير القمع الوحشي الذي تعرّضوا له.
  6. التأكيد على أن التضامن مع غزة والمقاومة الفلسطينية حق مشروع وواجب أخلاقي وقانوني، وأن قمع هذا التضامن يُعد انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير، وحق الشعوب في نصرة القضايا العادلة.

إن المجلس العربي إذ يُعبّر عن اعتزازه بصمود المشاركين في القافلة، وثباتهم رغم كل أشكال التنكيل، يدعو كافة القوى الحية في الأمة – من منظمات وهيئات وأحزاب وشخصيات – إلى رفع الصوت عاليًا ضد هذه الانتهاكات، والتضامن مع النشطاء المعتقلين والمبعدين، والعمل الجاد على كسر الحصار المفروض على غزة بكل الوسائل المشروعة.

عن المجلس العربي
الرئيس منصف المرزوقي

Share