وثيقة العهد الديمقراطي العربي كان لي شرف المشاركة في قمة سراييفو التي نظمها المجلس العربي للديمقراطية، أكتوبر 2023، وقمة سراييفو أكتوبر 2024، وكنت شاهدًا على عمق المناقشات، والشعور بالأمل والتفاؤل الذي كان يعم جميع المشاركين. أمل في يوم يشعر فيه كل عربي بحريته وكرامته وعزته، رغم كل التحديات التي تعاني منها دول المنطقة.

وفي القمتين، كان هناك هناك اجماع قوي حول ثلاثة أفكار تأسيسية الأولى: أن الديمقراطية ليست نبتة هجينة في ثقافتنا العربية الإسلامية وإنما هي مواصلة مشروع الشورى، وأين توقف كفكرة عامة دون آليات، وهو ما نجح فيه الغرب حيث وضع آليات ومؤسسات

. لذا كان تأكيد المشاركين على ضرورة وأولوية البحث عن أحسن سبل الحكم لكن دون تبعية بل وحتى دون ” وثنية ” تجاه هذه الآليات التي يمكننا التعلم من نواقصها وتطويرها وتحسينها.

الثانية: أن الديمقراطية كنظام سياسي مبني على الحرية أمر ضروري لكنه غير كافي في مجتمعاتنا التي تعاني ليس فقط من الاستبداد السياسي وإنما من ملحقاته وتبعاته أي التبعية والحيف الاجتماعي والتشتت العربي ومن ثمة لخصنا ديمقراطيتنا المنشودة في أربعة كلمات: مواطنية، سيادية، اجتماعية، اتحادية.

الثالثة: أن الديمقراطية وحدها القادرة على بلورة حلم -مشروع عربي لهذا القرن يقوم على شعب من المواطنين وليس شعب الرعايا، ودولة القانون والمؤسسات وليس دولة الفرد والعصابات، واتحاد الشعوب العربية الحرة على أنقاض الجامعة العربية. إن من أعظم العبارات التي وقفت عندها طويلًا في وثيقة العهد الديمقراطي العربي، التي تم إقرارها بعد قمة سراييفو 2024: (1) الفرز الحقيقي في النضال السياسي اليوم أصبح بين الديمقراطيين والاستبداديين، وليس بين التقدميين والرجعيين، أو الإسلاميين والعلمانيين، أو القوميين والوطنيين. (2) شعارنا الدائم هو: حتى لو ربح الاستبداد المحلي والعالمي ألف معركة، نحن من سنربح الحرب.

Share