البيان الختامي لقمة الشعوب من أجل غزة
المجلس العربي
جنيف في 26 يناير 2025
بحضور نخبة من الرموز والشباب من السياسيين والحقوقيين والإعلاميين من مختلف أقطار العالم العربي،
تشرف المجلس العربي باستضافة “قمة الشعوب من أجل غزة”، التي انعقدت عبر القنوات الرقمية.
عبر المشاركون خلال هذه القمة عن فخرهم واعتزازهم بانتصار إرادة الشعب الفلسطيني الباسل، وخاصة أهل غزة الذين ضربوا مثالًا تاريخيًا للصمود الأسطوري في وجه أعتى آلات الحرب التي تنكرت لكل القيم الإنسانية. لقد شاهد العالم بأسره توثيقًا حيًا لمجازر غير مسبوقة، تمثل نكسة أخلاقية للقانون الدولي الإنساني الذي وُضع ليجنب البشرية ويلات الإبادة الجماعية التي رأيناها تُبث على الهواء مباشرة.
يهنئ المشاركون شعب غزة بانتهاء الحرب وبالاتفاق المشرف الذي تم التوصل إليه، داعين إلى الالتزام بتنفيذه الكامل، ومُحذرين من أي خروقات قد تُعيد شعب غزة إلى دائرة العنف.
إن هذا الاتفاق يجب أن يكون بداية لاستعادة الأمن في غزة وإطلاق عملية إعادة الإعمار، كي يتسنى لهذا الشعب الصامد بناء حياة كريمة.
سلام على غزة، على مقاومتها، على رجالها ونسائها، على شيوخها وأطفالها، الذين صمدوا وثبتوا أمام التدمير والجوع والعطش والتهجير.
أكد المشاركون في كلماتهم خلال القمة على الدول الضامنة أن تتحمل مسؤولياتها كاملة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق، والعمل على تحويله إلى وقف دائم للحرب في غزة، مع إطلاق مسار سياسي يحقق للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
إن الشعب الفلسطيني، الذي حُرم لعقود من إجراء انتخابات عامة لتجديد قياداته بفعل الحصار الجائر، له الحق المطلق في تقرير مصيره. وأكد المشاركون رفضهم لأي محاولات لهندسة الوضع الفلسطيني داخليًا، والتي تهدف إلى تحقيق ما فشل المحتل في فرضه بالقوة العسكرية.
دعا المشاركون جميع الفصائل الفلسطينية إلى تعزيز الوحدة الوطنية، والعمل على إيجاد القواسم المشتركة التي توحد الصفوف وتحقق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني، وتلبي تطلعاته في الحرية والاستقلال.
شدد المشاركون على ضرورة الإسراع في إطلاق عملية إعادة إعمار غزة، باعتبارها خطوة أساسية نحو التخفيف من معاناة سكان القطاع. ودعوا المجتمع الدولي والشعوب الحرة إلى الوفاء بالتزاماتهم في تقديم الدعم المالي والفني لتحقيق إعادة الإعمار، مع ضمان إدارة شفافة وعادلة لهذه العملية بعيدًا عن أي تدخلات سياسية تعرقلها.
طالب المشاركون بضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال العدوان على غزة، والتي تمثل انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني. ودعوا إلى تفعيل الآليات الدولية لملاحقة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية، لضمان تحقيق العدالة ومنع الإفلات من العقاب.
ختامًا، أكد المشاركون في “قمة الشعوب من أجل غزة” على ضرورة استمرار التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه المشروعة في مواجهة الاحتلال والاستبداد، ودعوا إلى مواصلة الجهود لضمان حماية المدنيين، وإعادة بناء غزة، وتحقيق السلام العادل والشامل.
المجد لغزة الصامدة، والنصر للشعب الفلسطيني الحر.
المجلس العربي