ببالغ السعادة والارتياح تلقينا البارحة في المجلس العربي خبر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعد 466 يوماً من حرب الإبادة الجماعية على أهلنا الصامدين في غزة. هذا الإعلان الذي يأتي بعد معاناة طويلة وجرائم مروعة بحق المدنيين الأبرياء هو خطوة نحو وقف نزيف الدم، لكنه لا يمثل نهاية المطاف.

إننا في المجلس العربي، بعد الترحم على أرواح شهداء غزة الأبرار، نهنئ أهلنا الشجعان في تلك الأرض الطيبة على صمودهم البطولي في وجه آلة الحرب والدمار. هذا الصمود يُعد شهادة حية على إرادة الشعب الفلسطيني التي لا تُقهر، والتي ستظل منارة للأحرار في كل مكان.

ومع ذلك، نؤكد أن وقف إطلاق النار وحده ليس كافياً. العدالة الحقيقية تقتضي محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة. لا بد من محاكمات عادلة تضمن عدم إفلات الجناة من العقاب، وفقاً للقانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان.

كما نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الذي يمثل الجذر الأساسي لمعاناة أهلنا في فلسطين. كما ندعو كل دول المنطقة والعالم للتداعي للانطلاق فورا في جهود إعمار غزة وتمكين المواطنين الذين خسروا كل شيء من ظروف العيش الكريم بعد معاناة لم يشهد العالم مثلها منذ عقود طويلة.

ونتوجه بالشكر في الختام لكل من ساهم في الوصول إلى هذا الاتفاق الذي تنتظره أمتنا وكل الارادات الحرة في العالم منذ أكثر من عام. ونشيد خاصة بالدور القطري الحاسم الذي أثمر اتفاقا يكفل حقوق وكرامة أهل غزة الصامدين.

عن المجلس العربي
الرئيس منصف المرزوقي

Share