نداء مؤتمر قمة الشعوب العربية – البيان الختامي

بالتوازي مع انعقاد قمة قادة العالمين العربي والإسلامي في الرياض يوم 11 نوفمبر 2024

انطلاقا من مبدأ أن كل مواطن عربي هو الوطن تجسّد فيه، إلْتَأَمَ في الفضاء الافتراضي مؤتمر قمة الشعوب العربية بدعوة من المجلس العربي لإبلاغ صوت هذه الشعوب لمن يتحدثون باسمها.

رسالة قمّتنا لقمّتهم كالتالي:

ما تطلبه الشعوب ليس بيانا باهتا إضافيا عن شجبٍ وإدانةٍ ودعوةٍ للتعقل وحلّ الدولتين، وما إلى ذلك من الجمل المعهودة التي أعدّها لكم كتبة وزارات الخارجية قبل القاء الخطب.

ما تريده منكم شعوبكم استعمال كل وسائل الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري لوقف إبادة غزة، ووضع حد لعربدة الجيش الأقل اخلاقا في العالم المنتقم من عجزه عن مواجهة الأبطال في الميدان بالتنكيل بالمدنيين وتدمير المستشفيات والجوامع وكل مرافق الحياة.

ما تريده منكم الشعوب قرارات حازمة بقطع كل علاقة مع إسرائيل لحين تمتع الشعب الفلسطيني بكل حقوقه.

ما تطالب بكم الشعوب ضغوطات قوية على الممول الأول لحرب الإبادة على غزة الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا.

ما تريده منكم الشعوب الإعلان عن برنامج فعلي لإعادة اعمار غزة وبيروت والخرطوم.

ما تنتظره منكم الشعوب إيقاف الاعدامات وإطلاق سراح المساجين السياسيين وفتح باب الحوار مع كل مكونات المجتمع بحثا عن إصلاحات حقيقية توقف انجراف بلداننا نحو مزيد من الفتن والصراعات والمآسي الإنسانية.

ما تنتظره منكم شعوبكم أن تنصتوا لكل هذه الأصوات التي تصرخ من القدس وامعتصماه ولا من مجيب.

أمام موائدكم الفخمة تذكروا أطفال فلسطين والسودان الذين يموتون من الجوع .

داخل قصوركم الضخمة تذكروا أطفال سوريا والسودان واليمن الذين يبتون  في المخيمات وأطفال  فلسطين ولبنان الذين يبيتون في العراء بين الركام.

تذكروا من يموتون في السجون بلا تهمة وذنب ومن ينتظرون كل ليلة حبل الجلاد.

لا يغرنكم من البركان صمته. أنصتوا للهدير الذي يتصاعد داخله قبل الانفجار.

وفي كل الحالات، فإن مسؤولية وقف هذا الكابوس الذي تتخبط فيه الأمة هي مسؤولية شعوب المواطنين قبل كل أي فاعل آخر.

يا أهلنا في ربوع الوطن العربي المنكوب.

وإن نتفهم ما تعانون من ضغوطات الفقر والظلم وويلات الحروب والتهجير والمنفى،

وإن نقدر تضحياتكم الجسام لتوفير لقمة العيش للأجيال القادمة،

وإن نشاطركم كل آلامكم  لأنها آلامنا جميعا،

وإن نستحي والغصة في الحلق أن نقدم لكم كنموذج يحتذى به الشعب الإسرائيلي وهو مجند منذ أكثر من سنة في الشوارع بمئات الآلاف للضغط على حكومته،

فإننا نقول لكم أن ما يتطلبه الوضع الكارثي عودتكم القوية لساحة النضال، وذلك عبر كل الأشكال النضالية التضامنية مثل إضرابات الجوع أو المظاهرات الجماهيرية كل يوم جمعة، كالتي مثّلها حراك الجزائر، الى حين تحقيق المطالب التي تَوجّهْنا بها لمن يحكمون بإسْمنا .

ولتكبر كرة الثلج شيئا فشيئا بفضل تجنيد شبابنا لكل إمكانيات التواصل الاجتماعي كما حدث في أولى ثورات الربيع العربي.

يا أهلنا في كل أراضي العرب،

آن الأوان للخروج من حالة البهتة والصدمة التي أعقبت افشال أنبل ثوراتكم في هذا العصر.

آن الأوان لرفع كل التحديات التي يرميها في وجهنا عدو خارجي متغطرس لا يخفي مدى احتقاره لحقوقنا وعدو داخلي هو حليفه لا يخفي استخفافه بقدراتنا على الغضب والانتفاض.

آن الأوان للتخلص من كل مشاعر الإحباط واليأس.

لقد عرفت أُمّتُنا إبان الغزو الصليبي في القرن العاشر، وإبان الغزو المغولي في القرن الثالث عشر

وإبان الغزو الاستعماري في القرن التاسع عشر، أوضاعا شبيهة بوضعنا الحالي كادت أن تمحوها من خريطة الوجود. لكنها كانت تجد في كل مرة داخلها من القوة والحيوية وإرادة رفع كل التحديات ما مكنها من البقاء والتمدد.

هذه القوة الكامنة داخل كل واحد منا هي التي علينا اليوم جميعا أن نستدعيها للخروج من هذه الأزمة الوجودية التي تكالب فيها علينا أعداء الداخل والخارج واضعين نصب أعيننا أولى حقائق الصراع من أجل البقاء.

 

وما استعصى على قوم منال ****** إذا الاقدام كان لهم ركابا.

Share