الإعلام هو أداة توصل رسائل، الرسائل تشكّل الوعي، الوعي نفسه ينعكس على السلوك، وقد توصلنا في الورشة من خلال قراءة سريعة للمشهد الإعلامي العربي إلى أن الإعلام يركّز على الديمقراطية من الناحية السياسية فقط. أي أنه هناك احتياج حقيقي وضرورة لإنتاج محتوى إعلامي يساهم في ترسيخ الفكر والثقافة الديمقراطية لدى فئات المجتمع، لدى الأولاد في العائلة في الرأي في الحق في الكلام في التجاوب في التفاعل، في الطلاب مثلا انتخابات رئيس الفصل والأنشطة الطلابية والأندية. علينا أن نفكّر في الإمكانية التي يمكن عبرها ترسيخ ثقافة ديموقراطية في وسط أو وساط جميع فئة المجتمع وخصوصاً الشباب.
الأمر الآخر هو العمل على الاستفادة من التقنيات العصرية لإنتاج المحتوى الداعم للديموقراطية، فيما يتعلق بكتابة المحتوى وطريقه عرضه، وطريقه عمل الخوارزميات…الخ. والعمل من أجل تنظيم دورات ولقاءات لتبادل الخبرات بين وسائل الإعلام.
أيضاً من المثير للانتباه أنه بعد الربيع العربي هنالك وسائل إعلام محلية ودولية تبث من المنطقة العربية واجهت مشاكل في الوصول إلى الجمهور نظراً قطاع واسع من الجمهور ارتبط بفكرة أن هذه المؤسسات تمثل إيدلوجيات ومصالح معينة، فهذا الأمر يتطلب العمل على وسائل وطرق جديدة للوصول إلى الجمهور بغض النظر عن الانطباع الذي يحمله عن تلك المؤسسات.
من الملاحظ أيضاً أنه بعد دخول الرقمنة على العمل الإعلامي انجرت كثير من وسائل الإعلام والصحفيين إلى فخاخ التضليل بدون انتباه، ونظراً لأن هذا الأمر يمكن أن يفقد المؤسسات والصحافيين مصداقيتهم فإنه لا بد من التأكيد على أن تكون المصداقية هي المعيار الأول في العمل الإعلامي والرسالة الإعلامية.
العقد الأخير بعد الربيع العربي شهد ظهور جيل جديد من الأبناء ليس عندهم معرفة عن التجارب التي ساهمت في محاولات التحول الديمقراطي وبالتالي تبرز هنا الحاجة لتوثيق تجارب مناضلي وشهداء الربيع العربي الذين ساهموا في التحول الديمقراطي، توثيق التجارب هنا يكون عبر متحف الكتروني على الانترنت.
الصعوبات والمخاطر التي يمر بها الصحافيين المتواجدين خارج أوطانهم نظراً للاستبداد المستشري في بلدانهم يعزز الحاجة لإنشاء مظلة إعلامية تجمع الصحافيين دعاة الديمقراطية وتوفر لهم مساحة للتعاون والتشبيك ودعم الفكر الديمقراطي. وأيضاً كان يتعلق بفكرة الدفاع عن الصحفيين أنفسهم، فقد توصلنا من خلال النقاش في الورشة الإعلامية إلى أنه بقدر ما هناك حاجة للدفاع عن الديمقراطية من قبل الصحافيين فإنه هناك حاجة أيضاً للدفاع عن الصحافيين أنفسهم.