خلال اليوم الثاني من انعقاد مؤتمر “عرب المستقبل” بتنظيم من المجلس العربي في إسطنبول بتركيا تواصلت ورشات العمل الخاصة بالمؤتمر
الورشة الثالثة
التشبيك بين قوى التغيير : رؤية اندماجية جديدة
في عالم مترابط تتحرك فيه السلع والأفراد والأفكار بحرية بين كافة الدول وعبر وسائل الاتصال، العالم الضخم من المعطيات والشبكات، يبدو أن كثيراً من النظم الدولية والإقليمية والاجتماعية تشهد ثورة حقيقية في مجال الفكر والتصور وطرق التعامل والسياسيات سواء بسواء .
وفي منطقتنا العربية تبدو الفوضى التي تعانيها جزءاً من تحول كبير في النظم القائمة على ما فيها من ضعف، وأن حجم التوتر في المنطقة في جزء كبير منه تفسره زيادة المخاطر الناشئة عن تعقد الشبكات القائمة، بفعل ثورة الاتصال والعولمة وضعف النظم العربية في التعامل مع هذه التحولات، أو انعدام أي إدراك من صانع القرار في المنطقة لهذه التحولات.
لذا ففهم هذه الشبكات وتوجيهها وخلق المشاريع التي يمكن من خلالها خلق نظام إقليمي يحقق الاستقرار والأمن بين الدول، ودعم شبكات اجتماعية واقتصادية ومالية لها استراتيجيا واضحة عن مآلات الأوضاع في المنطقة ومستقبل الدول العربية هو البداية الحقيقية لخلق واقع جديد يتحرك أفقياً في كامل المنطقة وبين كافة القطاعات والأفراد.
والهدف من هذه الورشة سيكون ادارة حوار جدي حول تصور لمثال اندماجي جديد في المنطقة، يعتمد على التشبيك الأفقي للقوى والشبكات الفاعلة في المجال العربي، بديلا عن المثال التقليدي الذي فشل فشلا ذريعا، وهو المتمثل في جامعة عربية للأنظمة ومؤسسات عمل مشترك ذات هيكلية ومناهج عمل وتسيير تقليدية فوقية جامدة.
لأننا نؤمن أن الانتقال من شعوب رعايا الى شعوب مواطنين في المنطقة يجب أن يكون مرفوقا بانتقال من جامعة عربية للأنظمة الى اتحاد للشعوب العربية الحرة.
ولمناقشة هذا التصور الجديد، نقترح على المشاركين في الورشة التفكير الأسئلة التالية:
ما هي هذه الشبكات الممتدة في المنطقة؟ ما هي طبيعتها وتوجهاتها ومدى رغبتها في إحداث تغيير حقيقي؟ ما هي الشبكات التي تقف وتمنع موجة التغيير التي تجتاح المنطقة؟ ما هي الاستراتيجيات الممكنة لإيجاد شبكات فاعلة يمكنها أن تخلق رؤية سردية جديدة للنظام الإقليمي؟ كيف يمكن للشبكات الاجتماعية تقنياً، وكذلك عبر الكفاح اللاعنيف، وعبر شبكات من الفاعلين الاقتصاديين أن تساهم في إيجاد مقاربة أمة المواطنين واتحاد الشعوب العربية بديلا عن مقاربة الجامعة القائمة؟ كيف نستفيد من التجارب الاندماجية الناجحة في جهات أخرى من العالم؟