الورشة الثانية
من أجل “دولة المواطنين” على أنقاض “دولة الرعايا”
ورشة تناقش إمكانية صياغة مفهوم موحد للمواطنة العربية وتحدياتها.
تشهد المنطقة العربية صراعا متعدد الوجوه والمستويات بين القوى الفاعلة سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، بهدف فرض إرادتها وتحقيق أهدافها المشروعة وغير المشروعة. ويعد الصراع بين قوى التغيير وقوى استمرار الأمر الواقع أحد مستويات هذا الصراع وأهمها، كون النتيجة التي سوف يؤول إليها هذا الصراع المحتدم منذ نحو ثمان سنوات سوف تحدد مستقبل المنطقة لعقود مقبلة، وما إذا كانت مصممة على اللحاق بركب الدول الديمقراطية أو الدول التي اختفت فيها مشروعات توريث السلطة وتأبيدها، والتي تشكل مبدأ المواطنة أساسها المتين، وركنها الوثيق.
وكما هو واضح، فإن هناك اتجاهان متضادان، الأول يرى ضرورة السعي لإقامة دولة قائمة على المواطنة بكل ما تعنيه من عدالة وحرية ومساواة وانتماء عابر للهويات الضيقة وتعددية وتشاركية في القرار ولامركزية في القيادة وتواصل انساني وحضاري. أما الثاني فهو الاتجاه الذي يريد الإبقاء على الصيغة الحالية التي تحكم الدولة العربية، والقائمة على سردية الاستقرار، التي لن تتحقق إلا بواسطة الأنظمة القائمة اليوم والتي تفتقد للنزاهة والرشد والشرعية السياسية.
ومن نافلة القول أن القوى الفاعلة في المنطقة قد اتخذت أماكنها مع هذا الاتجاه أو ذاك. ولذا سيكون من المهم تفكيك المشهد العام، ومعرفة إمكانيات وحدود القوى الفاعلة، ومدى قدرتها على المساهمة في تحقيق “دولة المواطنين” أو عرقلتها،
وبناء عليه، سيكون مطلوبا من هذه الورشة الإجابة على الأسئلة التالية:
ما هي القوى الحاملة لمشروع “دولة المواطنين”، والقوى المناهضة للمشروع؟
ما هي إمكانات القوى الحاملة لمشروع “دولة المواطنين” وشروط قدرتها على مواجهة العوائق والمثبطات والتحديات؟
ما هي معالم “الهوية المواطنية” المنشودة؟ وكيف ننتقل من منطق “الأقليات” الى منطق “المكونات”؟
هل للمواطنة شكل واحد ومقومات كونية أو أن لكل شعب من شعوب المنطقة معاييره للمواطنة؟
اي مسار تغييري تتجه اليه شعوب المنطقة من أجل اعتماد مبادئ اللامركزية والديمقراطية التشاركية والتعددية في بلدانهم؟
ما هي معالم الثورة الاخلاقية القيمية المطلوب إنجازها لبناء “شعوب المواطنين”؟
ما هي فرص قيام “دولة المواطنين” في ضوء الصراع الدولي والإقليمي المحتدم في المنطقة العربية؟