الاعتداء الأخير على غزة جريمة أخرى تضاف لسلسة الجرائم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني عموما وأهلنا في غزة تحديدا الذين يعانون لخمسة عشر سنة متتالية من حصار غير مسبوق .
وإن لا يخفى على أحد أن هذا الاعتداء جزء من مزايدات أحزاب اليمين واليمين المتطرف استعدادا للانتخابات الإسرائيلية المقبلة،
وإن نعي أشد الوعي أن التطبيع العربي شجع إسرائيل على التمادي في سياسة فرض الأمر الواقع ومواصلة سياستها التي تقرن السلام بالاستسلام،
وإن كان بديهيا أن شعوبنا المرهقة حروبا أهلية وقمعا وفقرا عاجزة اليوم كل العجز عن اعانة شعبنا الفلسطيني، آخر شعب عربي يقاسي من الاحتلال الخارجي ويعيش تحت نظام الفصل العنصري،
وإن اتضح منذ زمن بعيد أن سياسة الكيل بمكيالين ضربت في مقتل الكثير من مصداقية المجتمع الدولي،
فإن المجلس العربي الذي يعي جيدا عبثية الشكوى ولتنديد والادانة :
-يسجل بكل فخر واعتزاز صمود أهلنا في فلسطين وفي غـ . ـزة تحديدا ويعتبر أن الدرس الذي يعطونه لشعوب امتنا يخزّن في العقول والقلوب قوة جبارة ستتفجر فعلا وفعالية طال الزمان او قصر وسيكون له يوما تبعات لم يحسب لها من يؤمنون بالعنف الاعمى وبالقوة المطلقة حسابا.
-وإذ ينحني بخشوع امام ضحايا الدفاع عن الارض والعرض الذين انضافت لهم اليوم قائمة الشهداء الثلاث عشرة
-واذ نتمنى شفاء عاجلا الذين للمائة جريح
فإن المجلس العربي يتوجه بنداء عاجل للحكومات العربية التي لا تخلط بين السلام والاستسلام والتي تحافظ على الحدّ الأدنى من الشرف الوطني للمسارعة بتزويد غـ . ـزة بما تحتاجه من دعم مادي سريع ومكثف حتي لا تتوقف مولدات الطاقة ومن ثم كل الخدمات الحياتية ومنها المستشفيات التي تقول وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أنها قد تتوقف عن العمل نتيجة توقف الكهرباء في غضون ال 72 ساعة المقبلة.
عن المجلس العربي
د. منصف المرزوقي

Share