تمر هذه الايام الذكرى الحادية عشر لانطلاق الثورة السورية العظيمة ضد نظام الأسد الاجرامي الذي يحكم البلاد منذ أكثر من نصف قرن. في ظل انهيار متواصل لأوضاع الشعب السوري المعيشية والاقتصادية والأمنية.
تمر هذه الذكرى، والملايين من السوريين مشتتين بين الملاجئ والمهاجر والسجون، إضافة لمئات آلاف الشهداء والمفقودين والجرحى من ذوي الاعاقة من الذين تعرضوا لأخطر وأقذر حرب إبادة خلال العقود الماضية.
تمر هذه الذكرى، وسيادة الشعب السوري مغتصبة من طرف دول عديدة تتصارع على النفوذ في المنطقة، وتستعمل أرواح السوريين وثرواتهم ذخيرة في حروبهم التي لا تنتهي، في ظل صمت نظام عميل حول التراب السوري إلى قاعدة عسكرية مفتوحة للروس والايرانيين وإلى ميدان رماية للعدو الاسرائيلي وحلفائه. كل هذا ليبقى الأسد رئيسا ذليلا لشعب يكرهه ويتوق للحرية والانعتاق.
تمر هذه الذكرى، وملايين الأطفال السوريين، عماد المستقبل، منقطعون عن الدراسة ومحرومون من أدنى الخدمات الطبية في الملاجئ ومدن الداخل السوري. في ظل تدمير قرابة نصف مدراس البلاد وثلاثة أرباع المشافي والمصحات. وفي ظل نسبة الفقر التي ترتفع إلى مستويات مفزعة، ونسب التضخم وارتفاع أسعار المواد الأساسية القياسية.
وتتزامن هذه الذكرى مع الحرب القائمة في أوكرانيا، التي بينت بالكاشف مدى نفاق الأنظمة الغربية والمنظومة الدولية، التي تمارس كل أنواع التحيز والانتقائية وازدواجية الخطاب والممارسة في علاقة بالتعامل مع المعتدي الروسي والتعاطي مع اللاجئين، رغم أن المعتدي واحد والجرم واحد.
بهذه المناسبة، يعبر المجلس العربي عن دعمه الكامل لحق الشعب السوري في تحقيق المصير، والتخلص من الدكتاتورية، وفي الحرية والكرامة والسيادة. ويدعو السوريين إلى التمسك بثوابت ثورتهم وقيمها الخالدة. كما يدعو المجتمع الدولي إلى يقظة ضمير وموقف جدي لايقاف العدوان الأسدي/الأجنبي على الشعب السوري، ولانهاء أزمة اللاجئين وتمكين كل السوريين إلى العودة إلى مدنهم وديارهم دون خشية أي تنكيل أو انتقام.
ويؤكد المجلس العربي أن سنن التاريخ تقتضي زوال الظلم وانتصار الحق مادام هناك مخلصون يدافعون عنه وأحرار يسندونه.
ولا بد لليل أن ينجلي
عن المجلس العربي
الرئيس محمد المنصف المرزوقي

Share