إن المجلس العربي، إذ يترحم على أرواح شهداء انفجار بيروت المروع ويتمنى الشفاء العاجل للجرحى والإغاثة السريعة للمنكوبين، فإنه يسجّل بكل فخر واعتزاز هبة شعب المواطنين لمواجهة آثار الكارثة.
كما يعتبر أن ما يحصل اليوم في لبنان لحظة فارقة في نضال شعوب أمتنا من أجل نظام سياسي عربي متحرر من الفساد والقمع والعجز والتبعية.
عندما نرى المواطنين يبصقون على السلطة الحاكمة في الشوارع وفي وسائل الاعلام، وعندما نرى بعضهم يطالبون بعودة الاستعمار القديم كما لو كان أرحم من استبداد طبقة سياسية فاسدة فقدت كل إعتبار وكل شرف، فإننا ندرك إلى أي حضيض وصل النظام السياسي العربي الذي لا يشكل النظام اللبناني إلا عينة كاريكاتورية منه.
لقد ارتكب هذا النظام السياسي العربي جريمة كبرى في حق شعوبنا لما أجبرها من فرط قمعها وإذلالها وتفقيرها إلى الثورة بكل تبعاتها. ثم ارتكب جريمة أكبر عندما جيّش بقاياه مستعينا بالأجنبي لقمع هذه الثورات بالانقلاب العسكري والحرب الأهلية والاعلام الفاسد بل ولتحميل ثمنها الباهظ للضحايا ولسان حاله يقول بكل وقاحة: إما الخضوع إلى الأبد وإلا سنحرق البلد كما جاهر بذلك أنصار نظام المجرم الأكبر بشار الأسد.
مما يعني أن الخيار أمام شعوبنا أكثر من أي وقت مضى هو إما أن تدمر النظام السياسي القديم أو أن يدمرها هذا النظام.
إن الأجيال العربية الشابة، التي لم تعد الهجرة إلى الشمال منفذها الأخير، واعية كل الوعي بما يشكله النظام السياسي المتهالك من خطر على مستقبلها وحاضرها.
ومن ثمة فإن المجلس العربي واثق أتم الثقة ان النظام القديم بصدد لفظ أنفاسه وأن نهايته مهما كلفت قريبة.
المهم اليوم ان تتواصل ثورات الربيع العربي موجة بعد موجة إلى أن تتحرر كل شعوبنا من أنظمة عاجزة فاسدة تابعة.
والأهم أن تكون البدائل جاهزة في العقول والقلوب، وهي لا تخرج عن مشروع دولة قانون ومؤسسات على أنقاض دولة اللوبيات والعصابات، عن جعل السلطة وظيفة مجتمعية توكل ظرفيا وتحت المراقبة لا غنيمة حرب توزع بين الفاسدين، عن شعب من المواطنين لا شعوب من الرعايا، عن اتحاد شعوب عربية حرة يمكن من خلق فضاء اقتصادي وأمني يكفل للعرب الوجود كشعوب وكأمة لا كغبار أفراد وأشلاء شعوب تدور في فلك الدول الكبرى وحتى الدول الإقليمية.
رغم كل الآلام فإن انبلاج الفجر غدا قريبا جدا فلنتسلح بأكبر قدر من العزيمة لإتمام ثوراتنا السلمية الديمقراطية وإعادة بناء كل ما خربته أنظمة حكم عليها التاريخ بالإعدام رميا بالبصاق.
عن المجلس العربي
رئيس المجلس
الدكتور محمد المنصف المرزوقي

Share