مؤسسة “المجلس العربي” ، التي تأسست كمؤسسة دولية تحت القانون السويسري في 28 فبراير 2022، هي امتداد لتجربة “المجلس العربي للدفاع عن الثورات الديمقراطية” الذي تم الاعلان عن تأسيسه يوم 26 يوليو 2014 بتونس في مؤتمر صحفي حضره كل من الاستاذة توكل كرمان الصحفية والناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والدكتور أيمن نور رئيس حزب “غد الثورة” المصري، والمهندس عماد الدائمي الأمين العام لحزب “المؤتمر من اجل الجمهورية” التونسي. وتم اختيار الاعلان في ذلك المؤتمر عن اختيار الدكتور محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية آنذاك رئيسا للمجلس.

وانبثقت هذه المبادرة تلبية لحاجة حقيقية في المجال العربي لبناء تحالف للقوى الديمقراطية المؤمنة بتكريس قيم الربيع العربي وبضرورة التصدى لمشروع تحالف قوى الاستبداد والفساد التي نجحت خلال السنوات الاخيرة في ضرب مسارات الثورات الديمقراطية السلمية.

وجاء تأسيس المجلس بهدف الدفاع عن قيم الثورات العربية والدفاع عن حق الشعوب في اختياراتها الحرة وترسيخ الثقافة الديمقراطية في المنطقة العربية ودعم الحريات وحقوق الانسان والقضايا العادلة في المنطقة العربية وتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية. كما يهدف لاحياء فكرة العمل العربي المشترك عبر بناء الشبكات وتقديم المبادرات الهادفة الى توجيه أنظار الأمة الى التحديات الكبرى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية التي عجز النظام العربي القديم على حلها، وعبر العمل على تنضيج الارضيّة الفكرية والسياسية والهيكلية للمشروع العربي المشترك البديل.

وعقد المجلس خلال السنوات الأولى لوجوده في مقره باسطنبول عددا من الورش المشتركة والندوات أساسا في اطار دعم مسارات المراحل الانتقالية في المنطقة بالأبحاث والدراسات وتبادل التجارب والخبرات، خاصة في مجال العمل المشترك بين مختلف مكونات الطيف الوطني، وصياغة المدونات الوطنية، وإدارة المراحل الانتقالية.

كما كان للمجلس مواقف وبيانات بخصوص الأحداث في المنطقة العربية، ولقاءات متواترة مع شخصيات سياسية دولية متنوعة دفاعا عن قضايا شعوب المنطقة العادلة وعن حقها في الحرية والكرامة والديمقراطية والسيادة.

وقد قرر أعضاء المجلس في صائفة سنة 2018 تغيير الاسم والاقتصار على اسم “المجلس العربي” لتوسيع مجال نشاط واهتمام المجلس ليشمل كامل أقطار المنطقة العربية وليس فقط بلدان “الربيع العربي”، بالإضافة للجاليات والكفاءات العربية بمختلف المهاجر، وحتى يتمكن المجلس من لعب دور فعال في بناء استراتيجيات وآليات العمل العربي المواطني المشترك في ظل فشل الجامعة العربية والمؤسسات البيروقراطية المنبثقة عنها في انجاز الأطروحات الوحدوية التقليدية.

وعقد خلال السنوات الأخيرة عددا من الفعاليات والمؤتمرات الكبرى لتقييم مسارات الربيع العربي واستخلاص الدروس من التجارب التي حصلت في عدد من البلدان، وكذلك للعمل على اطلاق مسار تفكير مشترك بين نخب مختلف أقطار المنطقة حول اعادة تعريف الهوية الجمعية لشعوب المنطقة وشروط بناء “أمة المواطنين” على أنقاض “أمة الرعايا”. كما نظم في ديسمبر 2021 مؤتمر “الديمقراطية أولاً في العالم العربي“ الموازي لـ “قمة بايدن للديمقراطية” بمشاركة كيانات وشخصيات ديموقراطية عربية وازنة.

وفي 28 فبراير 2022 تم تأسيس منظمة دولية في جينيف تحت القانون السويسري باسم “مؤسسة المجلس العربي” Arab Council Foundation برئاسة الدكتور محمد المنصف المرزوقي وعضوية نائبي الرئيس الاستاذة توكل كرمان والدكتور أيمن نور والسيد رضا العجمي المحامي بسويسرا كسكرتير محلي. وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ المجلس متميزة بالاحترافية والعمل الدولي المركز من أجل خدمة قيم الربيع العربي والمساعدة على دعم الحريات ونصرة المدافعين عنها وارساء الديموقراطية والعدالة والحوكمة الرشيدة في مختلف الأقطار العربية.